الخيار أو القتاء من أقدم الخضر تاريخيا، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم، مما يبين قدمه ووجوده في مصر، والتي لا تعني مصر الحالية، وإنما كل الأمصار أي البوادي، وعلى عهد سيدنا موسى عليه السلام كان القتاء موجودا بكترة، وكان يستهلك بكثرة كذلك، لأن سؤال بني اسرائيل لسيدنا موسى كان يعني الخضر المعروفة والخضر المألوفة والخضر المتداولة والخضر الأكثر أهمية. وجاء قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) .
ونلاحظ أن اللائحة التي جاءت في الآية الكريمة تمثل أسمى أنواع الخضر, وهي البقول والقتاء والفوم والعدس والبصل، لكونها تحتوي على الفلافونويدات والكلوروفايل والألياف والأملاح والفايتمينات ومنها حمض الفولك، وعلى بعض المكونات الطبية الأخرى، التي تختلف من نوع لآخر، لكن هذه الخضر تشترك كلها في الفلافونويدات، ومنها بعض البوليفينولات الهامة مثل الأليسين في الفوم إن كان المعنى يهم الثوم، لكن هناك بعض التفاسير التي ترجح القمح على الثوم.
ويحتوي الخيار على نسبة عالية من الماء ولذلك فهو خضرة الصيف بامتياز، ونظرا للنسبة العالية من الماء فهو يعمل على إعناء النظام الغذائي بالماء والألياف الخشبية، وتناول عصير الخيار طريقة ذكية لرفع كمية الماء والألياف الخشبيةن وكلا المكونين يحول دون الإمساك الذي يعاني منه الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة الفقيرة إلى الماء والألياف الخشبية، كما يحتوي على حمض الأسكوربك أو فايتمين س وحمض الكفايك وهذه المكونات الصالحة للجلد وتحد من اجتفاف وأرق الجلد، ومن المعلوم أن حمض الأسكوربيك مع حمض الكفايك يقومان بامتصاص الإنتفاخات التي قد تظهر على الجلد، وكذلك على أسفل العين، والتقرحات التي تنتج عن الإصابة بأشعة الشمس، والقتاء غني بالألياف الخشبية وهو ما يساعد على الحد من الإمساك الحاد. ويساعد الخيار كذلك على تخفيف آلام المفاصيل والعظام والغضاريف لأنه يحتوي على مادة السيليكا الضرورية للأنسجة القابضة للعضلات، و والمعادن ومنها السيليكا والبوتسيوم والماكنيزيوم وهي عناصر تسوي الضغط الدموي، وهناك مقولة حول القتاء الذي يذل على برودة الأعصاب من حيث يقال بارد كالقتاء cool as a cucumber، وطبعا فهذه المقولة هي حقيقة لأن الخيار يخفظ من ضغط الدم، وربما بسرعة لأن تناول كوبين من عصير القتاء يحفظ من ارتفاع الضعط المفرط.
وهناك أبحاث كثيرة حول الطرق الغذئية لخفض ارتفاع الضغط وهي أبحاث يطلق عليها اسم DASH أو Dietary Approaches to stop Hypertension وترتكز هذه الأبحاث على نظام عذائي غني بالبوتسيوم والألياف الخشبية والماكنيزيوم، مع عدم تناول اللحوم ومنتوجات الحليب والبيض والدجاج. وقد انخفظ ارتفاع الضغط العلوي diastolic بخمس درجات ونصف والضغط السفلي systolic بثلات درجات.
والخيار نوع من القتاء وقد يعني الفقوس كذلك وهو أعلى من الخيار فيما يخص المكونات وأحلى منه مذاقا، ويستهلك الفقوس كذلك بالقشور لأن قشوره فتية ورطبة وهو ما يجعله يتفوق على الخيار من حيث الجودة الغطائية. والفقوس موسمي ولا يظهر إلا في فصل الصيف لأنه ينعش الجسم ويقيه من حرارة الشمس، وهو ما يستحسن أن يؤكل في فصل الصيف.
الخيار أو القتاء أو الفقوس كلها صالحة لنفس الاستعمال وهي وقاية البشرة وخفض الضغط وتليين القولون. والقتاء يستهلك نيئا أو طازجا وهو ما يزيد في أهميته الغذائية، لأن الطهي أو الطبخ يخفض من بعض العناصر الغذائية كالفايتمينات.