شغل سلوك النحل الاجتماعي خيال الشعراء ولا سيما أميرهم، أحمد شوقي، فألف قصيدته المشهورة بعنوان، (ملكة النحلة) من 66 بيتاً، ونورد فيما يلي بعضاً منها:
ملكة النحل
مملـكـة مـدبـَّــرة بامـرأة مؤمّـــــره
تحمـــل في العمـال والصناع عـبء السطره
فاعجــب لعمــال يولّـون عليهم قيصــره
تحكمهــم راهبــة ذكـــارة معـبِّــره
عاقـدة زنّارهـــا عـن ســاقها مشمَّـره
تلثمـت بالأرجــوا ن وارتــدتـه مئـزره
وارتفعـت كأنــها شـرارة مطيّـــــرة
ووقعـت لم تختلــج كـــأنها مسـمَّــره
***
مخلـوقة ضعيفـــة مـن خلق مصـــوَّره
يا ما أقـل ملكهــا ومـا أجـلّ خطـــره
قف سائل النحــل به بـأيِّ عـقــل دبّــره؟
يجبـك بالأخــلاق وهي كالعقـول جـوهـره
تغني قوى الأخلاق مـا تغـني القــوى المفكـّره
ويرفــع الله بهــا مـن شـاء، حتـى الحشره
***
أليــس في مملكــة النحــل لقـوم تبصـره؟
ملك بنــاه أهلــه بهـمــة ومـجــدَره
لـو التمست فيــه بطّــال اليدين؛ لـم تـره
تقتل أو تنفي الكسـا لى فيـه غـيــر منــذره
تحكم فيه قيصــره فيه قــومهــا مـوقَّـره
لا تورث القومَ ولـو كانـوا الـبنـيـن البـرره
أنثى، ولكن في جنـا حيـهـا لبَــاة مُخِــدِرَه
ذائدة عن حوضهــا طــــاردة مـن كــدّره
تقلّــدت إبرتهــا وأدّرعــت بالــحـبـرة
كــأنها تــركيـة قـد رابـطـت بأنقـــره
إن الأمــور همــة ليـس الأمـــور ثـرثـره
ما الملك إلا في ذرى الـ ألـــــويـة المنشّـره
عرينه مــذ كـان لا يحــميــه إلا قـسـوره
***
مالكــة، عاملــة مصــلحــة، معمِّــره
الـمال في أتبـاعهـا لا تستبـيـن أثــــره
لا يعــرفون بينهـم أصلاً لــه مـن ثمــره
لو عـــرفوه عرفـوا من البــلاء أكثــــره
واتــخذوا نقابــة لأمــــرهم مسيِّــره
سبحــان من نزّه عنـ ـه ملكهــم وطهّـــره
وساســه بحـــرّة عاملـــةٍ، مسخـــره
صاعـــدةٍ في معمل من معمــل منحـــدره
***
وتذهب النحل خفافــا ً وتـجـيء مـوقَـــره
جـوالب الشمـع مـن الخمـائـل المنــــوّره
حــوالب المـاذيِّ من زهــر الرياض الشيّــره
مشـدودة جيــوبهـا علـى الجـنى مـــزرّره
فهـل رأيت النحل عـن أمـانـة مقـصــــره؟
مـا اقترضت من بقلـة أو استعــارت زهـــره
أدت إلى النـــاس به سُكَّـــرةً بسُكــــرةديوان الشوقيات