تعتبر الأغنام من الحيوانات الأليفة التي دجّنها الإنسان منذ أقدم العصور.
وعرف الشرق بكثرة أغنامه منذ القرون السحيقة السابقة للميلاد، إذ كانت الأغنام عماد الحياة البشرية، لما فيها من منافع وفوائد للإنسان، بلحمها وصوفها وجلدها وقرونها ولبنها، ولقلة تكاليف تربيتها، وتحملها الجوع والعطش ونقص الغذاء لفترات طويلة، ورخص تكاليف إنشاء حظائرها، فهي لا تحتاج إلي حظائر خاصة ويكفي لإيوائها مظلات بسيطة، وقلة تكاليف العمالة اللازمة لرعايتها، ولا تزال الأغنام، حتى اليوم، عماد هذه الحياة في بلاد الشرق، وقد ذكر الكتاب المقدس الغنم مئات المرات بأسماء متعددة (غنم، خراف، حملان، قطيع)، وفي القرآن الكريم: (ذبح، غنم، ضأن)، والرعي أقدم مهنة عرفها الإنسان، إذ هي المهنة التي اتخذها الإنسان القديم إلى أن عرف الزراعة واستقر، ويقوم الرعاة بقيادة الأغنام في ذهابها للمراعي والعودة بها ويجمعونها عند تشتتها، ويدافعون عنها إن تعرضت لخطر أو هاجمها ذئب أو نزل بها مرض، ويحرصون على تمريضها وولادتها، ويضعون الكلاب الأليفة لخدمتها وحراستها ويحصونها كل يوم بطرق خاصة، منها وضع عصا ومرور الأغنام من تحتها.
ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الأديان تقدم الأغنام للتقرّب إلى الله، لنقاوتها ووداعتها ونظافتها، ويقدمها المسلمون في الهدي والأضاحي والنذور وعقيقة المولود، وهي أفضل ما يقدم الرجل الكريم للضيوف.
وتمتاز تربية الأغنام بسرعة دورة رأس المال فيها نظراً لارتفاع كفاءتها التناسلية وسرعة تكاثرها، ويصل العائد السنوي لتربية الأغنام إلى 30% من رأس المال.
وينصح المربون بتحديد نوع الأغنام المراد تربيتها بما يتناسب وهدف المشروع: انتاج الحليب ومشتقاته (تربية الإناث)، إنتاج الصوف (إنتاج أنواع معيّنة)، انتاج اللحم (تسمين الحملان الذكور) لسن معيّنة أو وزن معيّن.
ويحتوي حليب الأغنام علي نسبة دهن مقدارها 7% ، وينتج من هذا الحليب: اللبن الزبادي، والجبن بأنواعه، والقريش، والزبدة، والسمن.
وعلى المربين تطعيم وتحصين القطيع من الأمراض الوبائيّة، والعناية بنظافة الحيوان، وحمايته من الشمس والمطر والرياح والرطوبة، وتأمين المناهل النظيفة، والعلف الكافي الصحي، وإجراء الفحص الدوري على حيوانات المزرعة خشية تفشي الأمراض، وتنظيف الحظائر بشكل دائم، وتجميع الفضلات خارج الحظيرة، وعلى المربين ترقيم الحيوانات ومسك دفتر لمتابعة وزنها وحالتها الصحيّة ولقاحاتها.