أخي مربي الخيل العربية الأصيلة ، ما الذي تبحث عنه من مواصفات الخيل العربية الأصيلة؟
دعنا نضع أمامك هذه المعلومات القيمة:
الرأس
رأس الحصان تاج محاسنه ، و أول ما يلفت النظر فيه ، ومنه نستدل على أصالته ومزاجه وصفاته. وإذا كانت قوة الجواد بظهره وقوامه ، فان جماله في رأسه.
وأفضل الرؤوس و أجمل ها ما كان صغيرا ، أو معتدلا في الضخامة ، ناعم الجلد، خاليا من الوبر، متجردا من اللحم ، مستقيم الأذنين ، رحب الجبهة ، واسع الشدق ، كبير العينين ، متناسق الأعضاء متناسبا مع الجسم.
وفي الرأس الأذنان ، والناصية ، والجبهة ، والعينان ، والخدان ، والأنف أو الخطم ، والفم ، واللسان ، والجحفلة ، وسنتناول فيما يلي كلا من هذه الأعضاء بشيء من التفصيل:
الأذنــــان
أذنا الجواد العربي الأصيل طويلتان ، ومنتصبتان ، رقيقتان في الطرف كالأقلام ملساوتان صافيتان . ويدل انتصاب الأذنين على احتفاظ الجواد بقوته ونشاطه في حين يدل ارتخاؤهما على التعب والإرهاق والعجز. (والخيل بصورة عامة قوية السمع حتى أنها تسمع وقع حوافر الخيل القادمة من بعيد وتنبه أصحابها إلى القادمين عليهم قبل أن يظهروا فهي بهذه الحالة تقوم مقام جهاز الرادار).
قال امرؤ القيس :
له أذنان يعرف العتق منـهما كسامعتي مذعورة وسط ربرب
وقال عدي بن الرقاع:
يخرجن من مستطير النقع دامية كـأن آذانـها أطراف أقـلام
وقال المتنبي:
وتنصب للجرس الخفي سوامـعا يخلن مناجاة الضمير تـناديا
النـاصـية
هي ما استرسل من الشعر على جبهة الفرس ، وتنبت بين الأذنين ، ويسميها العرب (السعف) تشبيها لها بسعف النخيل والناصية تقي عيني الفرس من أشعة الشمس والغبار ، والذباب ، ونحو ذلك ويستحب أن تكون طويلة لينة شديدة السواد ، صافية اللون ، لينة الشكير معتدلة الشعر بحيث لا يكون خفيفا ولا مفرطا من الكثرة. وترسل العرب شعر الناصية نحو الجهة اليمنى من العنق ويرسله الإفرنج نحو الجهة اليسرى ويستقبح جز شعر الناصية ، وخاصة عند أهل البادية الذين يحافظون علية أشد المحافظة. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة).
قال امرؤ القيس :
وأركـب في الروع خيفتانة كسـا وجهها سعف منتشر
الجـبهة
في الجبهة سر من أسرار جمال الخيل ويستحسن أن تكون الجبهة عريضة ، مسطحة ، واسعة ، مستديرة الأطراف ، ويفضل بعضهم الجبهات ما كان فيها غرة في وسطها ، والغرة هي البياض في جبهة الفرس .
قال المتنبي:
وعـيني الى أذني أغـر كأنه مـن اللـيـل بـاق بين عينيه كوكب
وقال أبو داود :
ولها جبهة تلالا كالشــعرى أضـــاءت وغـم منها نـجــوم
العـيـنـان
يجب أن تكون عينا الجواد العربي الأصيل كبيرتين صافيتن براقتين كحلاوين شاخصتين مملوءتين حدة قبلاوين سليمتين من الأمراض رقيقتي الجفنين بعيدتي النظر مع اتساع ما بينهما عن الأذن.
قال عنترة:
سلس العنان الى القتال فعينه قــبلاء شاخـصـة كـعين الاحـول
وقال امرؤ القيس:
وعينان كالماوتين ومــحجر الى سـند مثل الصـفـيح المنـصـب
وقال المتنبي:
وتنظرن من سود صوادق في الدجى يـرين بعيدات الشخوص كما هـيا
ومن أمثال العرب :
أبصر من فرس في غلس
أبصر من فرس دهماء في ليلة ظلماء
الـخـدان
يستحب فيهما الأسالة والملاسة وقلة اللحم مع اتساع ما بين الحنكين.
قال أبو عبيدة
وقد أروح أمـام الحي يحملني ضافي السـبيب أسيل الخد منسوب
وقال لــبـيد:
يطـرد الـزج يباري ظـلـه بـأسـيل كالـسـنان المـنتجـل
الأنـف أو الـخطم
يستحب أن يكون مستقيما، وطويل القصبة متصلا بالجبهة اتصالا لطيفا دون تحدب. ويجب أن يكون النخران وهما فتحتا الأنف واسعتين مستديرتين رقيقتي الحواشي وذلك كي يسهل على الجواد التنفس وخاصة عند الركض.
قال امرؤ القيس:
لها منخر كوجار الضـباع فـمـنه تـريـح إذ تـنـبـهـر
الـفـم
يستحسن في الفم طول الشدقين أو سعتهما، لان الشدق الضيق يعرض الشفة للضغط تحت اللحام فتعترض بينه وبين لثة الفك أما في الشدق الواسع ، فان اللجام يؤثر في اللثة مباشرة. وكلما طال الشدقان قصر العذار وهو الجزء من اللجام المحيط بالرأس والمنتهي بنهاية الشدقين.
قال الطفيل الغنوي :
هريت قصير عذار اللجام أسيل طـويـل عـذار السـن
اللسـان و الجحفلة
يستحسن في اللسان أن يكون طويلا وذلك لكثرة ريق الجواد ويستحسن بالجحافل وهي عند الفرس كالشفاه عند الإنسان أن تكون رقيقة ليسهل علية تناول العلف.
الجـذع أو الجـفـرة
الجذع هو الأهم بالنسبة إلى الحصان فعليه تتوقف قوة الحصان وسرعته ومقدار صبره وتجلده وأفضله ما كان أملس ناعمة قوي العضلات عالي المتن مشرق الغارب خاليا من الدهن متناسق الأعضاء جميل الشكل واسع القفص الصدري متوسط الحجم علما أن وزن الحصان العربي الأصيل يتراوح بين 350 كلغ وان قامته تتراوح 1.40م و1.60م لكن القامة الغالبة تتراوح بين1.45م و1.50م.
وفي الجذع الصدر والمنكبان والغارب أو الكاهل أو الحارك والمحزم والظهر أو الصهوة أو المتن والأضلاع والبطن والكفل أو القطاة والغرابان وسنتناول كلا منها بشيء من التفصيل.
الصـدر
يستحسن فيه أن يكون مرتفعا رحيبا ظاهر العضلات صلبا لا غائرا ولا مجوفا وأن تبرز فيه عضلتان تشبهان النهدين وتعرفان بنهدتي الصدر.
قال أبو النجم:
يُهَمْهمُ الصوت وطوراً يَصْهـلُه مُنْتَفخُ الجوف عريض كَلْكـلُهْ
وقال زهير بن أبي سلمى:
قَدْ عُولَيتْ فَهي مرفوعٌ جواشِِنُها على قوائم عُوجٍ لحـمها زِيـمُ
المَنْكِبان
هما نقطتا اتصال الطرفين الأماميين بالجذع وتوجد بينهما فسحة يستحب فيهما الضخامة وشدة العضل وفي ضخامتها دليل على الصدر الحسن التركيب وشدة العدو وإذا كانت هذه الفسحة صغيرة كان الجواد بطيئاً كثير الكبوات سريع التعب معرضا للصكك وهو ضرب اليد الواحدة بالأخرى.
قال امرؤ القيس :
بعـيدة بين المنكبين كأنـما ترى عند مجرى الضفْر هراً مُشَجرا
الغارب أو الكاهل أو الحارك
هو ملتقى لوحتي الكتفين ومرتفع نتوءات الفقرات بين العنق والظهر ويستحب أن يكون دقيقاً بارزاً كحدبة السيف حسن التركيب يابساً (والبدو يعتبر يبوسة الغارب دليلاً على القوة وشرف الأصل) غالياً كسنام الجمل أو الناقة ولكن دون دهن ويشبه الحارك غالبا بقتب الهودج المرتفع.
قال النابغة الجعدي:
على أن حــاركهُ مـشرفٌ وظهر القـطاةِ ولم يـحـدب
المحـْزَم
يمتد من الحارك حتى عظم (الزور) عند ملتقى الأضلاع الأمامية ماراً من وراء الإبط محتوياً على القلب الرئتين ويستحب فيه أن يكون متسعاً ورقيق الجلد من التجعدات.
الظهر أو الصهوة أو المتن
ظهر الحصان مركز القوة فيه وموضع سرج الفارس ولذلك له شأن عظيم في الحصان فعليه يجلس الفارس وقد قيل (ظهور الخيل عز وبطونها كنز). ويتألف الظهر من العمود الفقري ولأضلاع المتركزة عليه ويفضل أن يكون قوياً ، متيناً ، قصيرا مشرفاً معتدل الصلب مالسا متناسقا مع ارتفاع الحارك من الأمام ومتلائما مع تحدب الكفل أو القطاة من الوراء.
يقول امرؤ القيس واصفا ظهر جواده بالملامسة:
كُمَيْتٍ يَزِل اللـبْدَ عن حاذ متْنِه كما زَلت الصّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
وقال بشر بن أبي خازم مشبهاً ظهر حصانه بالخيل في القوة والمتانة:
كأنَ سراتَه والخَيْل شُعثٌ غداة وجيفهِ مَسَـدٌ مُغـــارُ
وقال المتنبي:
أََعَزّ مكان في الدُّنى سَرْجُ سابح وَخَيْرُ جليسٍ في الأنام كِتابُ
الأضـلاع
تشكل الأضلاع القفص الصدري ويرتكز عليها الظهر ولذلك لها أهمية كبرى في الفرس ويستحسن أن تكون متسعةً ، قابةً ، تملأ فراع الخاصرتين ، صلبةً تشبه القسي في الصلابة والالتواء ، وأن تكون قصيراه وهما آخر ضلوعه ،ناشزتين ، متجافيتين عن الكليتين.
قال امرؤ القيس:
بعِِجِِلزَةٍ قدْ أًتْرزً لحْـمـَها كأن قـُصيراها هراوةُ مِنْوالِ
الـبطن
يستحب فيه أن يكون مستديراً مناسباً الجسد في الحجم خاليا من الأورام ويستحب في الإناث رحابة بطونها ومنها يستدل على أن الأنثى وخيل الرهان تكون ضامرة البطن نوعا ما وذلك لقلة الدهن وذوبان في الضمير.
الكَفَل أو القطاة والغُرابان
يمتد القطاة من مؤخرة الصلب حتى أصل الذنب (أي العسيب) ، وتنتهي من الأسفل بأول الفخذ فهي تتألف من الفقرات الكائنة بين الصلب والعسيب ومن عظام الحجبتين والوركين مع عضلات مفتولة قوية تكسو هذه العظام وتلك الفقرات ويجب أن يكون الكفل أو( القطاة) مشرقا مرتفعا عريضا مستقيما شديد العضلات غير ظاهر العظام. ويحتوي الكفل على عظمين بعظمي الآلية أو ( الغرابان) ويحسن بهما أن يكونا بعيدين عن بعضهما وبارزين ويستحسن في الفسحة بينهما "المجر" أن تكون متسعة خالية من القروح والبرص.
الألــيــتـان
مركز هما بين أعلى الورك وأسفل الكفل. ويستحب فيها بعد الواحدة عن الأخرى مع شدة عضلاتهما واستدارتها استدارة جيدة.
الــمــجــرّ
هو الفسحة التي بين الأليتين يشغل الإست في الذكور والفرج في الإناث. ويستحب فيه اتساعه وخلوه من القروح.
قال امرؤ القيس في وصف قطاة فرسه:
يُديُر قطاةً كالمَحاَلةِ أُشـرِفَتْ إلى سَندٍ مِثْلَ الغَبِيط المــُذأبِ
القــوائم
لقوائم الحصان أهمية كبيرة بالنسبة إلى قوته وسرعة جريه وتعتبر القوائم الخلفية مع ردفه مصدر الحركة وعليها تتوقف قوة الاندفاع إلى الأمام ويستحسن في القوائم أن تكون مستقيمة ، قوية العضلات ، صلبة العظام ، متناسقة الأعضاء ، خالية من الأورام والجروح.
ونميز في القائمتين الأماميتين الكتفين ، والعضدين ، والمرفقين والساعدين والركبتين والوظيفتين ( أو الذراعين ) والحوشبين أو الرمانتين والإكليلين ، والأثنان والرسغين والحافرين.
ونميز في القائمتين الخلفيتين الحجبات ، والأليتين ، والمجر والفرج ، والوركين ، والفخذين ، والعرقوبين ، والوظيفتين أو الساقين أو والحوشبين أو الرمانتين والإكليلين ، والأثنان والرسغين والحافرين.
الـــكــتـفـان
يوجدان على جانبي الصدر ويتصلان من الأعلى بالغارب ( أو الكاهل أو الحارك ) الذي هو ملتقى عظميهما ومن الأسفل بالعضد وهما لا يتصلان بالقفص الصدري بواسطة العظام بل بالعضلات القوية مما يسهل لهما الحركة. والكتفان يلعبان دوراً مهما في عملية سير الحصان وعليها تتوقف حركة القوائم الأمامية. ويستحسن أن يكون طويلين مائلين إلى ويشكلان زاويتين قائمتين مع العضدين وذلك لكي يعطيا قدرة أفضل على التحرك
الـــعَــضْـــد
يتصل العضد من الأعلى بالكتف ومن الأسفل بالساعد بواسطة المرفق. ويستحسن فيه استدارته وشدة عضلاته وظهور عروقه وصلابة جلدة وان يكون طويلا وطول العضد من أهم علامات السرعة فأسرع الخيول ما كانت أعضادها طويلة.
الــــســـاعـد
يتصل الساعد من الأعلى بالعضد بواسطة المرفق ومن الأسفل بالذراع بواسطة الركبة. ويتألف من عظم طويل مغطى بالعضلات والجلد. ويستحسن في الساعد أن يكون معتدل الطول فلا يكون طويلا لكيلا يجبر الفرس على أن تمس حوافره الأرض عند شدة العدو ، ولا قصيرا فيصبح عدو الفرس أشبه بالوثوب.
الــــــُّركـــبـة
الركبة هي المفصل بين الساعد من الأعلى والوظيف أو الذراع من الأسفل ويطلب فيها النظافة والخلو من الجروح والنتوءات والجروح في الركبة إشارة كبوات الجواد وإلى أنه ضعيف . وكذلك يستحب فيها كبرها وظهور نتوءاتها العظيمة.
الوظيف أو الذراع
يتصل الوظيف (أو الذراع ) من الأعلى بالساعد بواسطة مفصل الركبة ومن الأسفل بالرسغ بواسطة مفصل الحوشب أو الرمانة. وأحسنه ما كان قصيراً ، ومستقيما ، ذا أوتار بارزة لينة مجردة من اللحم والدهن ، والأدران. وكلما قصر الذراع زاد الجواد سرعة وأحْسَنْ خيل الرهان ما كانت أذرعها قصيرة أعضادها طويلة. وتوجد وراء الذراع عظيمة صغيرة يقال لها شظيَّة،ومتى أُصيبَت هذه العُظَيمة بآفةٍ أو بكسر،يقال:شظيت الدابة،والآفة تُسَمى الشّظى.
الحوشبان أو الرمان
هما المفصلان بين الوظيفين (أو الذراعين) والرّسغين، ويجب أن يكون خاليين من الجروح والنتواءت ،كبيرين،صلبي العضلات، شديدين تحت الضغط. ومن عيوبهما صغرهما، ووجود الورم فيهما، أو احتقان الماء تحت جلدهما، أو وجود جراح متأتية من الصّك،من سوء تركيب خلقي في الجواد،أو من سوء البيطرة.
ألأثنان
هي الشعرات المتدلّية في مؤخّر الرمانتين، أو الوظيفين،وهذه الشعرات يجري عليها الماء دون أن يصيب الحافر إذا غسل،أو سقط عليه المطر، أو عرق عرقاً غزيراً. وهي لا تُقَصّ، لأنه إذا قصت،انحدر الماء على الحافر وأضرت به.ويستحب فيها أن تكون سوداء رقيقة.
قال امرؤ القيس:
لها ثُننُ كَخوافي العقاب سُودٌ يَفَن إذا تَزْبِــئرْ.
الرسغ
يبتدئ الرسغ بمفصل الرمّانة من الأعلى،وينتهي من الأسفل بإطار الحافر، ويستحسن به أن يكون معتدلا في الطول وفي الانحراف،خاليا من التورّم.ويقال للرسغ،عند العامة بيت الشكال وهو موضع الرساغ ،و الرساغ هو السلسلة الحديدية التي يسميها العرب قيداً وهي تربط من رسغ إلى أخر وتقفل بواسطة سكرة ومفتاح، فلا يقدر الجواد أن يمشي ولا يعود بالإمكان سرقته.
الإكليل
هو منتهى الرسغ من الأسفل ومنتهى الشعر بقرب مبتدأ الحافر،ويستحب فيه انتظام الشعر وعدم وجود الورم والجرح.
الـعـرْقـوب
هو المفصل الذي يصل الفخذ بالساق أو الوظيف ويتألف من عظام المفصل والأوتار الواصلة بين عضلات الفخذ والساق ويستحب فيه أن يكون رقيق الجلد، شفافا، بارزا، غير محدب.
السـاق أو الوظـيف
تمتد الساق من العرقوب حتى الرسغ ويتألف من عظم الساق والعضلات التي تلفه.
ويستحب فيها أن تكون متبنة، قصيرة، مستقيمةً، غير منحرفة مع ضخامتها وخلوها من الدهن والأورام.
الحُجُبات
هي ما برز من الرأسي عظمي الورك، وراء الصلب، وفي أول الكفل من الجانبين. ويستحب فيهما بعد الواحدة عن الأخرى مع شدة عضلاتها،واتساع الفسحة الموجودة بينها ويستحسن أيضا، شدتها ومناسبتها للجسد وعدم ظهورها ظهوراً زائداً لئلا تصبح كحجبات البقر، فإن هذا مكروه ومثله زيادة الدهن وكثرة اللحم.
قال امرؤ القيس :
سليمُ الشَّظى غَبْلُ الشوى شنج النسا له حُجُباتٌ مُشرفاتٌ على الفالي
الـورك
يتصل الورك بالكفل من الأعلى وبالفخذ من الأسفل. ويستحب فيه شدة العضلات وظهورها وضخامتها مع صلابتها، كما يستحب في الورك طوله ومناسبته للكفل.
الصـُلـْب
يقع الصلب بين الظهر والكفل فوق الخاصرتين وهو يربط الظهر بالفخذين اللذين يعتبران القوة الدافعة في الجواد ويفترض في أن يكون مرتفعا محدبا قليلاً وذلك كي يكون الجواد قويا سريع الحركة.
الــفـخـذ
يمتد الفخذ من أسفل الآلية ، أي عند نهاية التحدب إلى العرقوب الذي يصله بالساق ويتألف من عظم الفخذ والعضلات القوية البارزة المفتولة الطويلة الظاهرة العروق الممتدة إلى الخاصرة. ويستحب في الفخذ أن يكون عريضاً، طويلاً، قوياً.
الحوافر
للحوافر أهمية كبيرة ، فهو يحمل الجسم ، وعليه يعدو الجواد وإذا تعرض لإصابة وقف الجواد ولم يطق اليسر. ويستحب فيه أن يكون أسود اللون، صلبا مصقول الجدران، شكلة القهوة العربية، معتدلا لا صغيرا ولا ضخما، أطراف سنبكه (وهو مقدمة الحافر) رقيقة، إليته بعيدة عن الأرض، نسره (وهو مؤخرة الحافر وعليه يتكى الجواد أثناء الوقوف ) صلب قوي حتى يقوى على صك الأرض.
قال امرؤ القيس:
ويَخْطو على صُمَّ صِلابٍ كأنها حِجارَةُ غَيْل وارِسات بطحْلُبِ
وقال النابغة الجعدي:
كَأنًّ حَـوامَـيـهُ مُدْبـراً خُضبْنَ وإنْ كانَ لم يَخْضَبِ
حِجَارَةُ غَْـيلٍ بِرَضْراضَةٍٍ كُـِسْينَ طِـلاءً مِنَ الطُّحْلُبِ
وقال المتنبي:
إذا وطِئـتْ بِأيديها صُخورا بَقَينَ، لِوَطْءِ أرْجُلِها، رِمالاً
الـعنـق
للعنق أهمية عظيمة في جسم الجواد فعلى طولها وقصرها تتوقف حركته ويعرف عتقه أو هجنته فالعنق القصيرة والغليظة تعيق الجواد عن الجري بسبب التصاقها بالكتفين وكثرة اللحم الذي يربطها بهما وذلك بعكس العنق الطويلة المتحررة من الالتصاق بالكتفين. ويستحسن في العنق أن تكون مستقيمة ورقيقه الجلد دقيقة المذبح (وهو مقطع الرأس من الباطن ) ظاهرة عروقها تأخذ بالاتساع تدريجيا نحو الكتفين والصدر .
وروي أن سلمان بن ربيعه فرق بين العتاق والهجن بالأعناق فدعا بطست من ماء فوضعت على الارض ثم قدمت الخيل اليها واحدا واحدا فما ثنى سنبكه ثم شرب هجنه وما شرب ولم يثن سنكبه جعله عتيقا وذلك لأن أعناق العتاق طوال بعكس الهجن.
وروي أيضا أنه هجن فرس عمرو بن معدي كرب فاستعدى عمرو عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال سلمان ادع بإناء فيه ماء أتى بفرس عتيق لا شك في عتقه فأشرع في الاناء فصف بين سنبكيه ومد عنقه فشرب ثم قال ائتوني بهجين لا شك فيه فأشرع فبرك فشرب ثم أتى بفرس عمرو بن معدي كرب فأشرع فصف بين سنبكيه ومد عنقه ثم ثنى أحد سنبكيه قليلا فشرب فقال عمر: أنت سلمان الخيل.
قال امرؤ القيس:
ومستـفـلك الدفـرى كأن عـنانـه ومـثـناته في رأس جـدع مشذب
نـيـالة الـطـلبـات لـولا أنـهـا تعـطي مكـان لجـامها ما نيـلا.
العرف
هو شعر عُنق الحصان ، وينبت على حافة العُنق العليا ويتحسن أن يكون طويلاً ، مستَرْسلاً ، أسود حالكاً كَشَعْرِ النسََّاء.
قال الشاعر:
ثم وَثَبْنا على عُوج ٍ مُسَوَّمةٍ أَعْرافُهن لأيدينا منادلُ.
وهنا إشارة الشاعر إلى عادة العرب في مسح الأيدي بأعراف الجياد.
الجلد أو الأديـم
يستحسن فيه أن يكون رقيقا، أملس، مصقولا، ناعم الشعر، قصيره، صافي اللون، واسع الإرهاب.
قال امرؤ القيس:
وَقَدْ أَغْتَدِي والطـَّيْرُ في وُكـنُاتها بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأوابِد هَيْكَل
وقال المتنبي:
رمى الدَّرْبَ بالجُرْدِ الجياد إلى العدا وما عَلِموا السّهامَ خُيولُ