الشمنذر نبات فصلي أو موسمي يظهر بين شهري يونيو وأكتوبر وهو من الخضر الصيفية بامتياز لأنه يحتوي على المكونات التي تصلح للجسم أثناء فصل الصيف ويدخل ضمن لائحة الخضر التي تستعمل لإزالة السموم من الجسم، ويحتوي الشمنذر على سكريات وألياف خشبية رفيعة وأملاح معدنية وفايتمينات والمواد المضادة للأكسدة، وهي العناصر التي يحتاجها الجسم في فصل الصيف الحار. ويمتاز الشمنذر كذلك بالتركيز العالي من كركب البيتاسيانين، من حيث يمكن أن يزود الجسم بالكمية الكافية من هذا المركب الذي يقي من الإصابة بالأمراض الناتجة عن الخلل الفايزيولوجي المترتب عن التغذية الغير المتوازنة.
يعرف الشمندر باللون الأحمر الفاتح ويعرف كذلك بالمذاق الحلو ولذلك كانت تستعمل كمحلي طبيعي وبعض الأنواع تستعمل لاستخراج السكر. ويرجع اللون الأحمر الشديد إلى مركب البيتاسيانين وهو من المركبات المقاومة للسرطان على مستوى القولون، ويلعب مركب البيتاسيانين دورا في تنشيط أنزيم glutathione peroxidase وكذلك أنزيم Glutathione-S-transferase وهي الأنزيمات التي تمكن الخلايا الكبدية من التصدي للجذور الحرة والتي تتكون من جراء تحطيم المركبات السامة نظرا لأن الكبد هو أول عضو يقع فيه هذا الحادث. ولاحظ الباحثون كذلك أن استهلاك الشمندر بكثرة وبانتظام يزيد في عدد الخلايا CD8 وهي الخلايا المناعية المتخصصة في التعرف على الخلايا الغير عادية وإزالتها من الجسم. وتعرف الخلايا CD8 بمراقبتها وحراستها للجسم.
ومن الخصائص الواقية التي تمتاز بها الشمنذر كبحها للتطفر في خلابا المعدة وهو التطفر الذي تسببه مركبات النايتريت والذي يؤدي إلى تكون سرطان المعدة ومعلوم أن مركب النايتريت يستعمل لحفظ كثير من المواد الغذائية خصوصا المواد المصنعة من اللحوم كالنقانق وبعض المصبرات.
وعلاوة على مركب البيتاسيانين المضاد للأكسدة، فإن الشمنذر يحتوي على ألياف خشبية بنسبة عالية، وهي المركبات التي تخفض الكوليستيورل والشحوم في الدم وتقي من أمراض القلب والشرايين، فالبيتاسيانين تحد من تأكسد الكوليستيرول ليتحول من الحميد إلى الخبيث والألياف الخشبية تنقص من الكمية التي تجري في الدم.
ويحد استهلاك الشمنذر من أثر كثير من الالتهابات فيا لجسم ومنها تلك المترتبة عن القلب والشرايين وتسوس العظام ومرض الزايمر والسكري من النوع الثاني، وتبين ذلك من خلال رفع مستوى البيتايين إلى مستوى 0.4 غرام في اليوم من حيث انخفظت بعض المؤشرات بشكل ملحوظ ومنها Creactive protein وعامل Tumor necrosis factor α والهوموسيستاين، وهو ما يبين قوة البيتايين بالمقارنة مع الكولين الموجود في البيض.
ويمكن للجسم أن يفرز مادة البتايين عبر الاستقلاب من مادة الكولين، ويحتوي صفار البيض البلدي على أعلى نسبة من هذه المادة على شكل فوسفاتيديلكولين Phosphatidylcholine، أو ما يسمى بالليسيتين Lecithin وتحتوي بعض الحبوب على نسبة مهمة من هذا المركب ومنها فول الصويا والشمنذر والإسبانخ والقمح الكامل. وقد حددت الكمية اليومية من الكولين في 550 مغ بالنسبة للرجال و 425 مغ بالنسبة للنساء لكن لم يتم تحديد الكمية اليومية من البيتايين الذي يفرزه الجسم من الكولين ولذلك لا يعتبر المصدر الغذائي مهما.
ويحتوي الشمنذر على نسبة هامة من حمض الفوليك الذي يلعب دورا أساسيا بالنسبة للجنين وكذلك لاستقلاب المواد الحرارية، وعلى النساء الحوامل أن يستهلكن الشمنذر بانتظام أتناء الأشهر الأولى من الحمل ويحتاج الجسم إلى 0.4 مغ من حمض الفوليك يوميا، ويعطي كأس من عصير الشمنذر ما يعادل 140 مغ من حمض الفوليك.