العســــل و أمــراض الجهاز الهضمــــي :
يفيد العسل في علاج إضطرابات الجهاز الهضمي لأنه مقاوم للتخمر الهضمي من جهة ويزيد من نشاط الأمعاء من جهة ثانية. بالإضافة إلى أن السكريات التي يحتويها لا تسبب تهيجاً في جدران القناة الهضمية بل تعتبر مادة مهدئة وملطفة تساعد في عمليات الهضم[1].
وللعســـــــل إستخدامات عديدة في أمراض الجهــاز الهضمي منهـــــــــا :
- قرحة المعدة والإثني عشـر : ففي حالة القرحة ((ulcer أن كان في المعدة أو الإثني عشري يحافظ العســـل على الغشاء الداخلي للجهاز الهضمي ويمنع التقرح لأنه يحتوي على مواد مثل (Acides Amines) وخاصة (Histamine) التي لها مفعول قوي ضد التقرح ,وخصائص العســــل ضد المكروبات وخاصــــة في هذه الحالـــة ضد مكروب (Helicobacter Pylori) الـذي يسبب التهـابات المعــدة والتقـــــــــــرح والسرطان في بعض الأحيان، هذه الخصائص يمكن أن تقي من هذه الأمـــراض الخطـــرة ,إضافة لتأثير العسل العام نفعله المقوي للبدن وخاصة تأثيره على الجهاز العصبي ، وهذه النقطة من الأهمية بمكان ، ذلك إن الرأي السائد هو المنشأ العصبي للقرحة الهضمية .
وعلـــــى المصاب بمرض التقرح المعوي أو الإثنى عشري تناول مائـة غرام عسـل يومياً تقسم هذه الكميــة إلى ثلاثـة أوقات هــــــــي :
1- نصـــــــف سـاعة قـبل طعــام الصبـــاح .
2- نصـــــــف سـاعة قـبل طعــام الظــــــهر .
3- نـصــــــف سـاعة قـبل طعــام العشـــاء الخفيــــف .
وتكون مدة العلاج شهريــــن[2] , ويفضـــل أن يؤخــذ العســل بشهـــده ( مـع شمـــــع الخـتــــام )
- الإسهال المزمن :
جاء رجل إلى الرسـول الكريم (ص) فقــال له :" أن أخي إستطلق بطنه فقال الرسـول (ص) إسقه عســلاً فسقـاه , ثم جاء فقال أني سقيته ولم يزده إلى إستطلاقاً وجاءه ثانية و ثالثة فقال لقد سقيته فلم يزده إلا إستطلاقاً فقال الرســـول (ص) صـــدق الله وكذب بطــن أخيك ، فسقـــاه فبـــــــرئ [3].
ومن هنا قام الدكتور سـالم نجم مع مجموعة من الأطباء بإجراء بحث حول إمكانية علاج الإسهال المزمـن بالعســــل وأجريت الدراسة على (53) حالة من الذكور و اللإناث و كانت نتيجة الدراســــــة إن نسبة نجــاح العــلاج بعســل النحــل بين هؤلاء المرضى بلغت (83%)وتحسنت أحوالهم النفسيــــة و المرضيــة كما تلاشت الأعراض الجانبيـــــة لــه.
وكانت طريقة العلاج بأن يأخذ كل مريض ثلاث ملاعق كبيرة من العســل قبل الإفطار وعند النـــــوم مساءاً ولمـدة ثــلاث أسابيــــــع. [4]
- في حالات زيادة ونقـص الحموضـــة :
حيث يمكن إستخدام العســـل في حالات إنخفاض نسبة الحموضة بالمعدة حيث يعتمد ذلك أساساً على وقت تناول العســل وتناول الوجبات فإذا استعمـل العــسل قبل الطعام بــ (1.5 – 2 ) ساعة فأنــه يقلل من إفرازات العصارة المعدية الحمضيـــة , وعلى العكـس تماماً فعند إستعمال العسـل قبل الأكل مباشرة فأنة يزيد من إفرازات العصارة المعديــــة .
- يفضل بعد أجراء عمليات البطن تناول عسـل النحـل بعد 6 ساعات من إجراء العملية لـتعود حركة الأمعاء لديهم بسرعة وتكون فترة ما بعد الجراحة أقل عسـراً من أولئك الذين يستمرون في إستعمــال المحاليــــــــل .
العســل في علاج أمراض الكبـــــد :
يتمتع العســل بشعبيـة كبـيرة في الطب الشعـبي لعلاج أمراض الكـــبد ويمكن توضيــح تأثير العســـــــل في هذا الصدد بالتركيب الكيميائي والبيولجي للعســل , ومن المعـروف أن الكلوكـوز لا يعد مــــــواد غذائية للخلايا والأنسجة فقط ولكنــه أيضاً يزيد من إحتياطـي المواد الكاربوهيدراتية على شكـــــــــل جليكوجيـن في الكبــد ويحسن أيضاً عمليات تبادل المواد في الأنسجــة .
ويمكن إعتبار الكبـد المعمل الكيميائي المركزي لجســم الإنســان , حـيث انه يلعب دوراً أساسيــا فـي كثير من العمليات الحيويــة الهامة مثل : عمليات التمثيـل الغذائـي للمواد الكربوهيدراتية والبروتينيــة والدهنية والفيتامينات والهرمونات وغيرها , وفي الكبد توجد الأنزيمات التي تحول المواد الكاروتينية إلى فيتامين - أ- ، وفي الكبد تتكون العصارة المرارية .
وفي كتاب سلامة كبدك خصص الدكتور عبد الرحمن الزيادي[5]،فصلاً مستقلاً لدراســـــة دور العســــــــل في علاج أمراض الكبد ذكر فيها الحالات التي يستخدم فيها العســل كجزء من العلاج وهـي:
1- التهاب الكبد الحاد / ويأخذ المريض (50 غراماً )من العســــــــــل ثلاث مرات في اليوم .
2- الأمراض الكبدية المزمنة / ويأخذ المريض (25 غراماً) من العسل ثلاث مرات في اليوم.
3- ســــرطان الكبــد الأولي /يأخذ المريـــض (25 غراماً) من العســــل ثلاث مرات في اليوم .
وقد وصف العسل في الطب الشعبي القديم لعلاج مرض الصفراء وتسمم الكــبد , وثبت في مستشفـــــى جامعه بولندا بإيطاليـا إن للعســل تأثير مقوياً لمرضى الكبـــد , كما إن خليط العســـل والليمون وزيــــت الزيتــون يفيد في حالات أمراض الكـبد والحوصلة المراريـــــة .
ويقول الدكتور علي فريد محمد,[6]إن له تجارب في إستعمال العســــــل بالليمون في علاج الالتهابات الكبد والتهابات الحويصلة المرارية مع وجود حصوات بها , وقد أسفرت عن إختفاء الآلام بالمواضبة على أكل العســـل بإنتظام , وفي حالة تضخم الكــبد والطحال كانت النتيجــة بعد المعالجة بالعســـل هي التحسن الملحوض في القوة الجسديــة وزيادة الشهيــــة , ومع مزج حبوب اللقــاح مع الغـــــذاء الملكــي يكون التأثيـر أقـــــــــــــــوى .
[1] الدكتور : على أبو الخير كتاب التداوي بالأعشاب و النباتات, تقديم الدكتور محمد جعرش
[2] عجائب نحل العسل غذاء و دواء- د حكمت حكيم ص37
[3]الصحيحين- من حديث أبي المتوكل , عن أبي سعيد الخدري
[4] دراسة للدكتور سالم نجم و آخرون
[5] استشاري في أمراض الكبد – جامعة عين شمس
[6] عليكم بالشفلئين من العسل و القرآن ص